خبراء:علي الحكومات النظر بتعاملها مع الأزمات

دبي12-2-2019م (سونا)- أكد خبراء إعلاميون وأمميون أن التعامل الاعلامي مع الأزمات ينبغي ان يتسم بالمصداقية والتثبت والمحافظة على خط تعامل واحد لا يتغير الا بتغير الاحداث علي أرض الواقع.
ووصف الخبراء المشاركون في القمة العالمية للحكومات المنعقدة حاليا في دبي بالإمارات العربية المتحدة ، الكثير من المؤسسات والحكومات
و الاعلاميين الحكوميين بانهم يلجأون للسير عكس النهج المفضي الي التعامل ومن ثم حل المشكلات حين يحاولون انكار وجود الأزمة و حينها يصبح سلوكهم اشبه ب "دفن للرؤوس في الرمال".
يقول دكتور بيرناردينو ليون الخبير الاسباني والمدير العام لاكاديمية الامارات الدبلوماسية" في مثل هذه الاوضاع يمكن للمرء ان يكون صقرا او حمامة و لكن لا يمكنك ان تكون نعامة" في اشارة الى انه يمكن في معالجة الازمات بان يكون التعامل قويا مصادما او ان يكون هينا مسالما ولكن انكار الازمة يصبح دفن الرؤوس في الرمال كما يتهم الظليم و النعامة، اذ ان النهج الاخير سيؤدي الي تفاقم الازمة اعلاميا وبالتالي يقود الي تعقيد الازمة نفسها وانعكاسها السالب سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا علي المجتمع و بالتالي اتساع رقعتها و تأثيرها السلبي.
و اشار المحاضرون الى ان الازمة هنا تشمل التعامل مع كافة الاحداث التي تقع في مجتمع بعينه سواء كانت ارهاب داعش او التطرف العنيف او الحركات المتمردة في اسبانيا (ايتا و كاتلونيا) او الوضع في ليبيا بعد القذافي او الهجرة عبر الصحراء الي اوربا عبر ايطاليا اوالاحتجاجات الشعبية كما هو الحال في فرنسا و غيرها من الازمات التي تقع في كل قطر وتحاول الحكومات عبر اعلامها الرسمي تجاهلها او التعامل معها عبر طرق ملتوية تؤدي في نهاية الامر الى نهايات قد تصبح كارثية.
و يقول بروفيسور ليون ان الازمات دوما متفردة و لا تتشابه بسبب ارتباط كل منها بزمان ومكان و ثقافة ومشاركين مختلفين لذلك ينبغي الاستعداد دوما لكل ازمة بصورة تختلف عن سابقاتها بينما يؤكد دكتور يوهان فيربيكي اللدبلوماسي و الخبير الاعلامي و مدير المعهد الملكي للعلاقات الدولية (اقمونت انستيتوت) في بروكسل ان التعامل مع الازمة اعلاميا دوما يبدأ من الصفر حيث لن تكون هناك معلومات كافية في بدايتها.
و يؤكد الخبير انه و منذ البداية ينبغي الاعتراف بوجود الازمة اولاً و ينبغي التثبت من الارقام و الاحصاءت ايا كانت في حالة الكوارث او التفجيرات او الخسائر و يؤكد ليون انه في حال اكتشف المتلقي باي طريقة وجود خلل في الارقام و الاحصاءات او الضحايا فان ذلك سيكون خصما على مصداقية الاعلام و المتحدث الصحفي و الجهاز الاعلامي الحكومي بينما سيستغل الطرف الاخر الوضع لانهاء مصداقية موفر الخدمة وتعزيز مصداقيته هو.
" لا تلجا لاستخدام رقم او احصاء لست متأكداً من صحته مهما كان الضغط الاعلامي ، قف دوما على ارض صلبة ، اي رقم خاطيء سيكون وبالا عليك حين اكتشاف زيفه" وفقا لدكتور ليون.
و حذر الخبير ليون ايضا من استخدام صور الضحايا لاستدرار عطف المشاهد بل يجب ان تكون الوسيلة المتبعة هي احترام حرمات الضحايا و اسرهم و بالتالي كسب تفهم و دعم الاسر ، و في الجهة الاخري ينبغي ان تظهر الجهات الرسمية اهتمامها الفوري باسر الضحايا و تعاطفها معهم .
و قال الخبراء بما ان الاعلام الحديث و الاجتماعي اصبح عبر الانترنت متاحا لكل فرد و في كل انحاء العالم فانه ينبغي استخدام كل اللغات و كل الوسائل لارسال موقف الدولة فالحدث الذي يقع في اسبانيا ينتشر في اقصى مكان في ماليزيا و اندونيسيا حيث يمكن لغياب المعلومة في هذه الاماكن ان يستغل من الطرف الآخر للحصول على مزيد من الدعم و بالتالي التآثير السالب على طرف الدولة.
ويوضح الخبراء ان الخطأ الذي تقع فيه الجهات الحكومية و المفاوضون هو ايكال التفاوض مع الجهات مصدر الازمة الى من لا يحسن التعامل الاعلامي و يؤكد الخبير ليون ان المفاوض البارع ينبغي ان يكون اعلاميا بارعا لارسال رسالته و انه ينبغي تفادي الاستقطاب الشديد لان من تفاوضه اليوم قد تحتاج اليه غدا الى جانبك لذلك لاينبغي حرق المراكب و الاستعداء الشديد في حالات الازمات خاصة من الاعلام الرسمي اذ ينبغي ترك ذلك لآخرين
واشار الخبير فيربيكى الى ان الاولوية في مثل هذه الاحوال يجب ان تعطى للاقناع و كسب التعاطف من عامة الجمهور لا استعدائه مع العمل على محاربة الاخبار الكاذبة من الطرف الآخر عبر توفير المزيد و المزيد من الاخبار الصحيحة و التعامل الفوري مع اي اشاعة او خبر كاذب بايراد الخبر و المعلومة الصحيحة ليس قولا بل مشاهدة.
و أشارت الخبيرة الاعلامية بمكتب الامم المتحدة الدكتورة نانسي جمال الممثل الرسمي للتحالف الدولي لهزيمة داعش بان ما ينبغي عمله هو دوما اعطاء رسالة أمل بغد افضل للجهات المتأثرة سواء كانت اسر العائدين الي المناطق المحررة من داعش او غيرهم من المتأثرين و انه لاينبغي ان يكون ذلك بالكلام و الخطب بل بعرض صور و قصص انسانية بسيطة لاسر عادت و استقرت و اصبحت حياتها عادية بعد ان كانت في وضع مأزوم.
و أكد كل من ليون و فيربيكي انه حتي في حالات الوجود الشرطي ينبغي ان يكون ذلك " وجودا ميدانيا يراه الناس لبث الاطمئنان" و ليس حديثا حول استتباب الوضع والهدوء و السيطرة على الوضع.
تجدر الإشارة الى أن الاستاذة نورا العبار مدير المكتب الحكومي في حكومة دبي بالإمارات العربية المتحدة هي التي ادارت المداولات و يسرت التداخلات و قدمت تلخيصا عقب كل مداخلة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات و كان شعار الندوة هو " مستقبل الاتصال في الازمات".
م ع م ع