تقرير : نهله خليفة

تلعب منظمات حماية المستهلك في الدول المتقدمة دوراً مهماً في دفع حكومات هذه الدول لتبني توجهات "صديقة للمستهلك" كما أضحت من أهم مرتكزات اتخاذ القرارات ذات الصلة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية خاصة فيما يتعلق بمفهوم (دولة العدالة الاجتماعية).

وتلعب الجمعية السودانية لحماية المستهلك  نفس هذا الدورخصوصا بعد اجازة قانون حماية المستهلك السوداني مؤخرا و التعديلات الجديدة على قانون حماية المستهلك تتضمن مبادئ الحماية الجديدة التي أصدرتها الأمم المتحدة في يناير  التي حدثت بها تطورات عالمية لا بد من مواكبتها، وتهدف هذه المبادئ  إلى تقديم منتج وغذاء جيد ذي علامة تجارية معروفة لدى كل المستهلكين في مختلف أنحاء العالم.

وستعمل المبادئ الجديدة على تشجيع الإنتاج والتسويق المسؤول أخلاقيا ومهنيا، وتؤكد دعم الدولة وتشجيعها لحماية المستهلكين من الممارسات التجارية التي يتبعها بعض التجار، مثل الاحتكار والتسعير الجماعي  وفي نفس السياق  اوردت منظمة الاغذية والزراعة  (الفاو) في تقرير لها موخرا اهمية ان تختار غذاءك حيث اوضح التقرير ان  هناك أشياء تبدو بديهية، لكنها مهمة للغاية لصحتنا ورفاهنا. وتضمن ملصقات الطعام أن الغذاء هو ما نعتقده وأن المنتجات مغذية كما نعتقد ذلك وتفيدنا العلامات بالمكونات والمواد التغذوية.

 واشار التقرير الي انه بزيادة التجارة الدولية أصبح من الصعب  أن نعرف من هم منتجي الأغذية ومن أين تأتي هذه الأغذية فتساعد العلامات الموثوقة في سدّ هذه الفجوة. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية معاً من خلال هيئة الدستور الغذائي لوضع المعايير العالمية لتوسيم المُنتَجات الغذائية. ويجب على الدول الالتزام بهذه المعايير عند توسيم عبوات الأغذية، خاصة تلك التي يتم بيعها في الأسواق العالمية.

كما اوضح التقريرسمات اساسية تساعدك في الاختيار المناسب  حيث تساعدك علامات المُنتَجات الغذائيةعلى فهم تركيبة أغذيتك: الفيتامينات، المعادن، السعرات الحرارية، الدهون، إلخ. وتعدّ هذه المعلومات أساسية في ضمان تناولك أنواع الطعام التي تناسبك. وباستخدام العلامات، يمكنك مراقبة المغذيات الدقيقة التي تستهلكها لتلافي النقائص، خاصة تلك الشائعة منها مثل الحديد وفيتامين د. ويمكنك مراقبة وزنك بمراقبة السعرات الحرارية والدهون المشبّعة؛ ويمكنك الحدّ من تناول السكّر والملح والتأكد من أنك تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا. يمكن أن تساعد كل هذه الترتيبات في الوقاية من الأمراض، مثل مرض السكري وأنواع معيّنة من أمراض القلب والمحافظة علي سلامتك.

واوضح التقرير انه يمرض سنوياًّ أكثر من 600 مليون شخص، ويموت 420 ألف نتيجة تناول الطعام الملوث بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية. وتوفر العلامات إنذارات ومعلومات مهمة حول طرق استخدام المنتج (إرشادات التخزين والطهي، مثلاً)، تُعتبر ضرورية لحفظ الأغذية آمنة.

وتضع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، من خلال هيئة الدستور الغذائي، المعايير العالمية لتوسيم المُنتَجات الغذائية. ويجب على الدول الالتزام بهذه المعايير عند توسيم المُنتَجات الغذائية، خاصة تلك التي تباع في الأسواق العالميةحيث تمنعك من شراء المنتجات المقلّدة.

ويعدّ منع الاحتيال أحد الأهداف الرئيسية لتوسيم المُنتَجات الغذائية من دون تسميات مضمونة دوليًا ويمكن لباعة الأغذية تضليل المستهلكين عمداً من خلال صور زائفة على العبوات. فعندما تشتري الشوكولاتة، أنت تريد أن تتأكد من أنها حقيقة شوكولاتة أو عندما تشتري سمكاً، أنت تريد أن يكون هو نوع السمك المعروض و تكشف عن المكونات التي يمكن أن تسبب لك ردود فعل ضارة .

ويعاني 10-25 في المائة من سكان البلدان المتقدمة من الحساسية المتعلّقة بالمواد الغذائية. وتشمل أكثر الأغذية المسببة للحساسية شيوعا الفول السوداني وفول الصويا والحليب والبيض والأسماك والقشريات والقمح وشجرة الجوز و إذا كنت لا تعرف مكونات منتوج ما، قد تتناول خطأً شيئًا من شأنه أن يسبب أزمة حساسية، وقد تكون شديدة جدًا. إن توسيم المُنتَجات الغذائية يسمح بمعرفة ما يجب تجنبه.

ويمكن لعلامات الموادّ الغذائية ،عند قراءتها بشكل صحيح، منعك من هدر الأغذية الجيدة إذ يبيّن التاريخ على ملصقات الأغذية المدة التي يكون فيها المنتج صالحاً للأكل وهذا أمر مهم لتجنب المرض من الأغذية التي لم تعد صالحة للاستعمال ومع ذلك، من الصحيح أيضًا أن الخلط بين مصطلحي "من الأفضل استخدامه قبل" و"الاستخدام حتى تاريخ" قد يؤدي إلى هدر مزيد من الطعام. ففي الاتحاد الأوروبي، يرتبط ما يقرب من 10 في المائة من الأغذية المهدورة بعلامات التاريخ كما يمكن أن يساعد تثقيف المستهلكين وأصحاب سلاسل التوريد على منع هذه المخلفات الغذائية وجعل التاريخ يتطابق مع هدفه المتمثل في جعل الأغذية مأمونة للأكل.

 

ويساعدك توسيم الأغذية على فهم تكوين طعامك. وتعتبر هذه المعلومات أساسية في التأكد من أنك تتناول أنواع الأغذية التي تناسبك

 واكد التقرير علي اهمية التوسيمات التي تشير إلى أصل الطعام، على سبيل المثال القهوة الكولومبية (كولومبيا)، أو جبن مانشيجو (إسبانيا)، أو شاي دارجيلنغ (الهند) أو قهوة كونا (الولايات المتحدة الأمريكية)، جذب انتباه الزبناء وإضافة قيمة إلى المنتَج، وبالتالي للمنتِج.

ويحدّد المستهلكون عادة المنتجات الغذائية المحلية والنموذجية بحسب مكان معين وتُعزى خصائص مميزة - مثل الطعم والجودة - إلى مواقع جغرافية. وفي دراسة أجراها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة، ارتفع سعر المنتج النهائي بنسبة 20 إلى 50 في المائة بالنسبة لتسعة منتوجات بفضل التوسيمات التي تتضمّن بيانات جغرافية. واليوم، أصبح المستهلكون يربطون بشكل متزايد بين الجودة والأصول الجغرافية والتقاليد.

ومن السهل تجاهل ملصقات الأغذية عندما تقتني منتجك أو وجبتك الخفيفة المفضلة، فهي ليست إلا مجرد واحدة من العديد من القطع المملّة التي تتنافس على اجتذاب اهتمامك ومع ذلك، فإن للمعلومات قوة ويمكن أن تساعدك هذه القوة في مراقبة صحتك و قد لا تحب أن يطلق عليك اسم  "مجنون الصحة" أو "مدمن الطعام غير المفيد"، لكنك بالتأكيد تريد أن تسمى طماطمك، طماطم والفول السوداني، فولاً سودانياً! نحن نسعى جاهدين من أجل عالم يوجد فيه الغذاء للجميع و نفترض أنه غذاء مأمون. ومع ذلك، بدون هذا الأساس المحوري، لا يمكننا بناء عالم خال من الجوع.

أخبار ذات صلة