
حوار رانيا ابوالنجا
الخرطوم 30-8-2022 (سونا)- من المعلوم ان ولاية الجزيرة الخضراء هي قلب السودان النابض لما تتميز به من موقع استراتيجي مكنها من رفد السودان بالعديد من الخيرات التي تنتجها أرضها الطيبة لكن بعد الفيضانات التي اجتاحتها ودمرت العديد من المناطق بها خاصة منطقة المناقل التي كان لها النصيب الأكبر من السيول والفيضانات كان لابد لنا من التحدث مع المسؤولين لمعرفة الأسباب والحلول فكان هذا الحوار مع وكيل وزارة التنمية الاجتماعية الأستاذ جمال النيل عبدالله فإلى مضابط الحوار:
*ماهي المناطق المتأثرة بالأمطار والفيضانات ؟
- تأثرت مناطق واسعة من ولاية الجزيرة خاصة منطقة الوسط بإعتبارها قنوات ري واسعة تمتلئ بالمياه لوجود المرتفعات بها مثل منطقة الكريمت ومناطق عبود وبعض المناطق الأخرى.
*ماهي الأسباب الرئيسية لذلك هل هي بفعل فاعل خاصة أن هنالك حديثا متداولا عن فتح الكنارات هل تم ذلك عمدا ام جهلا؟
-الفيضانات تمت لأسباب خاصة بالتغييرات المناخية وحجم الأمطار خاصة السافنا الغربية إلى أقصى المناطق الجنوبية وذلك نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت في سنار ومنطقة جبل موية نتج عنها وصولها لهضبة المناقل وحدث التأخير في التعامل مع الأبواب نتيجة لعدم المعرفة الكافية بالتعامل معها إضافة لتسرع الأهالي وارتفع حجم المياه بهذه الصورة
*حسب التقارير الواردة لديكم ماهو حجم الخسائر المادية والبشرية؟
-تأثرت مايقارب الأربعين الف أسرة بالسيول والفيضانات وحدث ضرر كلي وجزئي لألاف المنازل ويتراوح حجم الخسائر مابين 25 الف إلى 30 الف بالإضافة لحالات الوفاة غير المسبوقة إضافة الى الأضرار التي لحقت بالحيوانات أما فيما يخص الأوبئة لاتوجد سوى حالات الإسهالات المائية والملاريا بالإضافة للتلف في المساكن والمدارس غير المسبوق في هذه الولاية.
*حسب التقارير الواردة لكم ماهو التأثير الذي حدث في النواحي الصحية والبيئية والاجتماعية من انعدام المرافق الصحية؟
-شكل إنعدام المرافق الصحية نتيجة للإنهيار التام لأماكن قضاء الحاجة الأمر الذي تسبب في طفح الصرف الصحي وتلوثه بالمياه بالإضافة للتغوط في المياه مما شكل خطرا على أهالي المنطقة إضافة إلى عدم صلاحية المياه للشرب لكن معدلات الأوبئة لم تتجاوز الإسهالات المائية والملاريا وتم معالجة الأمر بالإبتعاد نحو المناطق الأكثر إرتفاعا تمت بها بعض المعالجات الآنية كالحمامات المتنقلة وتوفير الخيم والمعينات اللازمة لمثل هذه الحالات.
* ماهو حجم المساعدات التي تم تقديمها في الوقت الحالي للمتأثرين من إيواء ومعينات غذائية؟
- بالرغم من الوضع الصعب الا ان ذلك لم يمنع وصول المساعدات بواسطة الدفاع المدني ووزارة التنمية الاجتماعية من خلال ديوان الزكاة ووزارة الصحة والتأمين الصحي والجهاز الإستثمار الذي تشرف عليه الوزارة ومفوضية الفقر ومفوضية العون الإنساني كما سيرت الوزارة أكثر من ثلاثة عشر عربة محملة بالأدوية والأغذية لمنطقة المناقل أيضا كان للدول العربية مثل السعودية وقطر والإمارات دور كبير في تقديم المساعدات والتي جاءت سريعة من مواد الإيواء والأدوية بواسطة طائرتين كبيرتين كما تم تسيير قافلة كبيرة بواسطة شركة دال أيضا كان للجهد الشعبي دور كبير جدا في مساندة الأهالي لبعضهم البعض
*هل تم التنسيق بينكم وبين منظمات المجتمع المدني على المستوى الدولي والإقليمي؟
-نعم هناك تنسيق بين الوزارة والمنظمات لكن يوجد شبه توقف للدعم الدولي من المنظمات عدا بعض المنظمات مثل WFP وWHO.
*هل يوجد تنسيق بينكم وبين مختصي الإرصاد الجوي لتلافي ما قد يحدث حتى نهاية فصل الخريف؟
-توجد لجنة طوارئ عليا تضم مجموعة من الوزارات لدراسة وتلافي ماقد يحدث
*ماهي الخطط المستقبلية لتدارك ماقد يحدث مستقبلاً ومعالجته بصورة تامة؟
-الآن يوجد ضعف هيكلي في الدولة نتيجة للوضع السياسي الراهن الأمر الذي أثر سلبا على مؤسسات الدولة لكن ذلك لايمنع وضع الخطط المستقبلية لتأمين مناطق السودان كافة من خطر السيول والفيضانات رغما عن التدهور الذي أصاب الدولة خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة الآن الدولة تعمل بكافة جهودها على المستوى الرسمي والشعبي لتجاوز مثل هذه الظروف.