الخرطوم 16-8-2019م (سونا) تقرير- سعيد الطيب

 

شهد الأسبوع الثامن عشر من عمر الثورة المجيدة التي اندلعت في الحادي عشر من أبريل الماضي حراكا سياسيا مهما تمثل في التوافق المتوقع والاتفاق بين المجلس العسكرى الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير وتم التوقيع بالأحرف الأولى على إعلانيين دستوري وسياسي سيقودان إلى التأسيس للمرحلة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بالبلاد وبالتالي يعلن عن انطلاق المرحلة الانتقالية في السابع عشر من أغسطس الجاري مما يعني أنه الأسبوع الأخير للمجلس العسكري الانتقالي الذي انحاز تماما لإرادة ورغبة الشعب السوداني ممثلا في الشباب الحر الوثاب .

 

وتعتبر المؤسسة العسكرية السودانية  الحارس والضامن لأمن واستقرار البلاد، في كل الأوقات، والتي ضحت من أجل التراب وسيادته، ومن حقها علينا أن نقول لها شكرا ..ولاتحتاج منا إلى تكرار العبارات، إلا أننا نلفت الانتباه فقط إلى تأكيدات منظمة اليونسيف  الأخيرة بعدم وجود أي دليل على تجنيد الأطفال في القوات النظامية السودانية  وتعتبر تلكم التأكيدات بمثابة شهادة براءة من الاتهامات التي أطلقتها بعض الجهات بغرض استهداف القوات النظامية بالبلاد.

 

ومعلوم بالضرورة  أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ظلت على مر التاريخ محل فخر وإعزاز للشعب السوداني، لأنها تعمل وفق القانون والدستور، وفي نفس الوقت تحترم البلاد وتلتزم  بكل المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، حيث لايمكن لعاقل أن يصدق الاتهامات التي تسوقها بعض الجهات المغرضة ضد القوات النظامية بهدف إضعافها والنيل من وحدتها وتماسكها.

 

كثير من الأدوار المتعاظمة قامت بها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في الانحياز لثورة 19 ديسمبر والاستجابة لنداء التغيير، وتحملت المشاق والنقد ومحاولات إضعافها والنيل منها لإحداث الانشقاقات الثنائية والفوضى المزعجة، إلا أنها ظلت متماسكة وقابضة على الجمر وهو ديدنها طوال العقود السبع التي مضت منذ إنشائها .

 

سيحل المجلس العسكري وفقا للتدابير المتفق عليها في الوثيقة الدستورية  وسيتبوأ خمسة من أعضائه (البرهان وحميدتي والكباشي والعطا  وعبد الخالق ) مقاعدهم في المجلس السيادي مناصفة مع المدنيين لقيادة البلاد مع مجلس الوزراء ثلاث سنوات و3 أشهر، ويكون المجلس العسكري قد أوفى بما تعهد به عشية انتصار ثورة أبريل في الحادي عشر منه وحينما جاء في خطاب المجلس أن القوات المسلحة لاتريد أن (تكنكش في السلطة ) وإنما هي فترة قصيرة وتسلم مقاليد الأمور إلى حكومة انتقالية مدنية صرفة سوى وزيري الدفاع والداخلية .

 

لن ينسى الشعب السوداني ثلاث وقفات للمؤسسة حينما وقفت منحازة لرغباته وتطلعاته لحياة ديمقراطية في أكتوبر 1964 م وأبريل 1985م والآن في أبريل 2019م وكفى.

أخبار ذات صلة